منذ بداية المباراة رأيت فريق الجزائر وهو ينزل متحفزا ورأيت كابتن الفريق يتعامل مع أحمد حسن أثناء إجراء القرعة لبدء المباراة وكأنه يتوعده بضربة مطواة أو شقة سنجة!! حتى قال له أحمد حسن: اهدا شوية وترك له الاختيار، فأدركت أن هذا الفريق ما جاء للسودان ليخوض مباراة في كرة القدم وإنما جاء ليفتعل المشاكل ويرهب اللاعبين ويأخذ بالثأر من المصريين على طريقة "حد له شوق في حاجة؟"!!
والحقيقة لقد كنت ممن يؤيدون رأب الصدع قبل لقاء السودان بل وقبل ذلك عندما كتبت على صفحة من صفحات "بص وطل" أننا سنلاعب الجزائر وليس إسرائيل، وقلت إن النصر القائم على الكراهية هو نصر للشيطان وحده..
غير أنني حينما رأيت هذا الجمهور الجزائري المتعصب المتعطش لدماء اللاعبين والجمهور المصري أدركت أننا أمام قلوب متحجرة وتعصب خرج عن دائرة العمى ليكون تعصبا أعمى وأبكم وأصم لا يتحدث إلا بلغة القوة والفتونة والبلطجة التي لا صلة لها بالرياضة ولا أخلاقها ولا هدفها ولا مرماها..
رأيت مجموعة من البائسين الذين جاءوا ليصبوا جام غضبهم من ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والنفسية على لاعبين وجماهير دولة أخرى فياللعجب، دائما نحن العرب هكذا دائما ما نحارب في الاتجاه الخطأ الأشخاص الخطأ ونرى أهدافنا في المرمى الخطأ فنصيب قوما بجهالة ونحن لا نعلم..
ربما انتصر فريق الجزائر في مباراة كرة قدم، لكنهم مع الأسف لعبوها بالأقدام والأيدي والطوب والأسلحة البيضاء التي اشتروها من السوق السوداء السودانية بعد أن زاد إقبالهم عليها.. لقد كسبوا مباراة لكنهم انهزموا أخلاقيا ورياضيا، بل وإنسانيا..
جمهور أقل ما يوصف به أنه غبي نفسيا.. وإعلام أقل ما يوصف به أنه تحريضي جاهل.. أما عن الإعلام المصري فقد شاركهم الجريمة وهو المسئول الثاني عن التحريض وإظهار الغباء الرياضي والنتيجة كارثة بكل المقاييس..
ترسخت العداوة والبغضاء في نفوس الشعبين.. وترسخ الرغبة في الانتقام والثأر وإذا كان المصريون ظهروا في صورة الفارين من جمهور الجزائر البلطجي في جولة السودان باعتبارها نكسة أخرى في صورة رياضية، فإن المصريين لا يصبرون طويلا على النكسات وسيأتي يوم يفر فيه الجمهور الجزائري من أمامهم وكذلك تحولت الرياضة إلى بلطجة وثأر وانتقام..
فإذا كان هكذا هو الحال مع فريق الجزائر وجمهوره.. فليذهب هؤلاء المتعصبون إلى جنوب إفريقيا مصحوبين برفض الرياضة والرياضيين الذين تبرأوا من هكذا لاعبين وهكذا جمهور متعصب.. بل وليذهب الإعلام الرياضي في البلدين إلى الجحيم الذي صنعوه بأفواههم وأقلامهم السوداء..
شاهد فيديو لجماهير الجزائر في السودان ودليل قاطع على البلطجة