السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع الإلتزام اخى الكريم يؤرق الكثير من الشباب
هل قرأتم سورة العصر ....... لقد قال الشافعى رحمه الله عنها " لو لم ينزل من القرءان إلا هذه السورة -يعنى سورة العصر - لكفتنا "
لماذا قال الشافعى ذلك ؟ لأنه تدبر آيات السورة الكريمة جيدا ....... تعالوا نطوف سريعا على هذه السورة :
يقول تعالى : " والعصر * إن الإنسان لفى خسر * إلا الذين ءامنوا و عملوا الصلحت و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر "
يقسم تبارك وتعالى بالعصر (الدهر أو عصر النبوة ) أن عمل الإنسان كله مؤداه الخسارة و الهلاك واستثنى من ذلك طائفة من الناس ووصفهم بصفات و هى :
1-[size=18] الإيمان : وهو اعتقاد و يقين بالقلب و ليس كلاما يقال . تعتقد أن الله هو الخالق و أن كل عملك لابد أن يكون لوجهه الكريم فقط و أن عملك مهما عظم لن يدخلك الجنة , بل رحمة الله وحدها هى التى تدخل الجنة . وأن الله حين يقبل منك عملا فذلك فضل منه ونعمة.
2- عمل الصالحات : فالإيمان الحق إذا استقر بالقلب فلابد أن يصدقه الفعل بعمل الصالحات .
فالقلب كالملك فى مملكته والجوارح كالعبيد تطيع سيدها . فإن صلح القلب بالإيمان الحق طبقت الجوارح هذا الإيمان بعمل الصالحات.
3-التواصى بالحق و الصبر : وهذا التواصى بالحق ( الخير وكل ما يؤدى إليه من قول أو عمل) و الصبر ( على الطاعات و البعد عن المعاصى و الصبر على البلاء ) من أفراد المجتمع المؤمن لهو من أهم العوامل التى تساعد المجتمع على أن يظل أفراده على طريق الفلاح . لأن أعداء الإنسان الثلاثة ( النفس و الهوى و الشيطان ) دائما يتربصون به ولا شك لا محالة سيقع فريسة لهم إذا لم يجد عونا من إخوانه بأمر بمعروف أو نهى عن منكر .
إذا فالمتأمل يجد أن الطريق إلى النجاة يلزمه ثلاثة أشياء : إيمان واعتقاد ثابت و عمل صالح بمقتضى هذا الإيمان و الثبات على ذلك بالتواصى بالخير والصبر .
نعود الآن إلى قضية الإلتزام
فإذا أراد شخص ما أن يلتزم (دعونا نقول يغير من نمط حياته) فلابد له من الأسس الثلاثة التى ذكرناها لكى يهتدى إلى الطريق المستقيم و يثبت عليه .
أولا: لابد أن يعتقد يقينا أن سلوكه الحياتى لا يرضى الله و رسوله ( أى أنه يريد أن يغير من نفسه ابتغاء مرضات الله ورسوله و ليس ابتغاء مر ضات أحد آخر). إذا أيقن ذلك فإنه يوقن أيضا بضرورة التغير .فيغير من قلبه أولا بتوطينه على اليقين الحق.
ثانيا: تغيير عاداته ومعاملاته وفقا ليقينه الجديد. فمثلا إذا كان يعامل أهله بغلظه يغير المعاملة إلى اللين و الهوادة , و إذا كان لا يحافظ على صلاته فإنه يبدأبالمحافظة عليها , و إذا اعتاد أن يغتاب و يسب أصحابه فيبدأ بالإقلاع عن ذلك.
ثالثا : التواصى والتعاون على البر و التقوى من قبل أصحابه .
وهذه تستدعى الإبتعاد عن رفقاء السوء و التقرب من الصالحين . وبذلك يستطيع الإنسان ان يغير من نفسه إلى الأحسن ويثبت عليه إن شاء الله.
أسأل الله لنا ولكم العافية. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.[/size][/size]